إِلَى قُرَّائِنَا الكِرَامَ, عُذْرًا لِأَنَّنِي لَمْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُتَرْجِمَ جَمِيعُ صَفَحَاتِ المَوْقِعِ كُلِّهَا كَمَا فَعَلْتُ فِي الصِّفَةِ الرَّئِيسِيَّةُ هَذِهِ, لِأَنَّ عَدَدَهَا كَبِيرٌ وَلَيْسَ لَدَيَّ الوَقْتُ لِأَقْوَمَ بِتَرْجَمَةِ ٢٠٠٠ صَفْحَةً, لِذَلِكَ أَرْجُو مِنْكُمْ أَنَّهُ عِنْدَمَا تَصِلُوا إِلَى صَفْحَةٍ مَكْتُوبَةٌ بِإِنْكِلِيزِيَّةٍ أَوْ غَيْرَهَا بِأَنْ تَسْتَعْمِلُوا المُتَرْجِمَ الآلِيَّ وَشُكْرًا.
بَيَانُ المُهِمَّةِ
لِتَوْسِيعٍ الدِّرَاسَاتُ وَالمَرَاجِعُ الموسوعية حَوْلَ كنعان / فِينِيقِيًّا وَالمُسْتَعْمَرَاتُ البُونِيَةُ القرطاجيّة وَشُعُوبُهَا. يُرْجَى قِرَاءَةً المُقَدِّمَةَ.
مُلَاحَظَةٌ: الفِينِيقِيُّونَ وَالكنعانِيُّونَ والبونيون أَيٌّ القرطاجيّون هُمْ الشُّعَبُ نَفْسُهُ: الكنعانِيُّونَ الفِينِيقِيُّونَ فِي شَرْقِيَّ المُتَوَسِّطِ سَمَّاهُمْ اليُونَانُ بِالفِينِيقِيِّينَ وَإِمَّا الفِينِيقِيُّونَ وَالكنعانِيُّونَ فِي غَرْبَ المُتَوَسِّطِ فَسَمَّاهُمْ الرومان بالبونيين بَيْنَمَا كِلَا الشَّعْبَيْنِ فَشَارُّوا إِلَى أَنْفُسِهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ كنعانِيُّونَ.
النَّهْجُ المُتَّبَعُ فِي هذا التَّارِيخِ
فِي كِتَابَةِ هَذَا التَّارِيخِ, وَحَاوَلْتُ أَنْ أَكُونَ مُنْفَتِحًا لِمَوَاضِيعَ جَدِيدَةٍ وَمُثِيرَةٌ لِلجَدَلِ, فِي بَعْضِ الأَمْثِلَةِ; وَبِالتَّالِي, قَدْ يَكُونُ بَعْضُ أَقْسَامِ المَوْقِعِ تَتَعَارَضُ مَعَ أَقْسَامِ آخَرِي فِي نَفْسِ المَوْقِعِ. وَلَاكِنَّ اِنْفِتَاحِي لَنْ يَسْمَحُ بأثارة مَوَاضِيعَ لَا أُسَاسُ لَهَا بِتاتاَ فِي التَّارِيخِ المشوهد هَذَا: وَزِيَادَةٌ عَلَى الَّذِي صرّت فِيهُ سَابِقًا, وَأَكِدْ تَأَكُّدًا قَاطِعًا أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيَّ وَلَا بِشَكْلِ مِنْ الأَشْكَالِ أَجِنْدَاتٍ سِيَاسِيَّةً أَوْ دِينِيَّةً أَوْ عِرْقِيَّةً. المُهِمَّةُ الوَحِيدُ لِهَذَا المَوْقِعِ هِيَ تَعَزُّزٌ أَوْ نَشْرُ مَعْلُومَاتٌ عَنْ أَجْدَادِي الكنعانِيِّينَ الفِينِيقِيِّينَ. كُلٌّ مَنْ لَهُ اِقْتِرَاحَاتٌ أَوْ تَسَاؤُلَاتٌ بِأَنَّ هَذَا العَمَلُ هُوَ مُخَصَّصٌ لِلقَوْمِيَّةِ وَالتَّعَصُّبِ أَوْ الدِّعَايَةِ السِّيَاسِيَّةُ هُوَ خَاطِئٌ بِشَكْلٍ قَاطِعٍ وَمَرْفُوضٍ جَمَّلَتَا وَتَفْصِيلًا.
يُغَطِّي تَارِيخٌ الفِينِيقِيَّيْنِ الكنعانِيَّيْنِ أَصْلََا مُخْتَلِفَ المَجْمُوعَاتِ العَرَقِيَّةَ الَّذِينَ تَزَاوَجُوا مَعَهُمْ, عَلَى مَدَى آلَافٍ السِّنِينَ. العَرَقُ الرَّئِيسِيُّ لِهَؤُلَاءِ النَّاسِ هُوَ الكنعانِيُّونَ الفِينِيقِيُّونَ. هَذَا المَوْضُوعُ قَدْ ثَبَّتَ عِلْمِيًا مِنْ خِلَالِ الدِّرَاسَاتِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُؤَخَّرًا عَلَى الحَمْضِ النَّوَوِيُّ لِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنْ اللُّبْنَانِيِّينَ وَأَعْدَادٍ أُخْرَى مِنْ حَوْلِ حَوْضِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ الشَّرْقِيِّ إِلَى البَحْرِ عَيَّنَهُ فِي الغَرْبِ وَالجُزُرِ الوَاقِعَةُ فِيهُ. كَذَلِكَ تَارِيخٌ فِينِيقِيَّةٌ يَشْمُلُ أَيْضًا الآخَرَيْنِ الَّذِينَ تَمَّ اِسْتِيعَابُهُمْ عَنْ طَرِيقِ اِخْتِيَارِهِمْ أَوْ الغَزْوُ. وَلِذَلِكَ, فَإِنَّ الفِلَسْطِينِيَّيْنِ وَالسُّورِيَّيْنِ وَالآشُورِيَّيْنِ وَالمَقْدُونِيَّيْنِ, وَسُكَّانُ بِلَادٍ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ, وَالفَرَسِ, وَالإِغْرِيقَ, والرومان, وَالسُّرْيَانِ وَالبِيزَنْطِيَّيْنِ... آلَخ. وَالَّذِينَ اِسْتَقَرُّوا فِي أَرْضِ كنعان / فِينِيقِيًّا أَوْ مُسْتَعْمَرَاتُهَا وَسَمَّوْا هَذِهِ الأَرْضَ بِلَادَهُمْ فَهْمٍ جَمِيعًا مَشْمُولُونَ فِي هَذَا المَجَالِ. وَلِذَا نَاكَدَ أَنَّهُ لَيْسَ المَقْصُودُ مِنْ المَوْقِعِ أَيُّ قَوْمِيَّةٌ وَلَكِنْ تَحْدِيدُ مُسَاهَمَةِ الشُّعُوبِ القَدِيمَةَ وَالحَدِيثَةَ فِي صِهْرِ مُجْتَمَعٍ الفِينِيقِيَّةُ الجَدِيدَةَ.
الاِدِّعَاءُ البَاطِلُ الَّذِي يَقُولُ أَنَّ فِينِيقِيًّا وَالفِينِيقِيُّونَ قَدْ اِنْقَرَضُوا
يَزْعُمُ العَدِيدُ مِنْ المُؤَرِّخِينَ الجُهَلاءِ أَنَّ فِينِيقِيًّا لَمْ تُعِدَّ مَوْجُودَةً فِي عَامٍ 64 م بَعْدَ إِنْ أَصْبَحَتْ جزأً مِنْ العَالَمِ الرُّومَانِيُّ. وَلَكِنْ, فِي 425 م تَظْهَرُ السِّجِلَّاتُ الرُّومَانِيَّةُ الرَّسْمِيَّةُ أَنَّ فِينِيقِيًّا تَمَّ تَقْسِيمُهَا إِلَى مُقَاطَعَتَيْنِ: فِينِيقِيًّا ماريتيما - أَيٌّ فِينِيقِيَّا البَحْرِيَّةِ - وَالَّتِي تَقَعُ عَلَى حُدُودِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ, وَفِينِيقِيَّا الأُخْرَى فِينِيقِيَّا اللُّبْنَانِيَّةِ الوَاقِعَةِ فِي وَسَطِ المِنْطَقَةِ الجَبَلِيَّةِ بَعْدَ سِلْسِلَةِ جِبَالٍ لُبْنَانُ لذي سُمَيَّةُ باللبانيسيس أَيِّ اللُّبْنَانِيَّةِ. فِي العُصُورِ البِيزَنْطِيَّةُ المُبَكِّرَةُ, كَان كُونْتٌ فِينِيقِيًّا النَّبِيلُ هُوَ حَاكِمٌ فِينِيقِيًّا وَكَذَلِكَ كَانَتْ المُقَاطَعَاتُ الَّتِي حَوْلَ فِينِيقِيًّا مَحْكُومَةٌ مِنْ نُبَلَاءِ آخَرِينَ. فِي عَامٍ ٣٨٠ م, كَتَبَ القِدِّيسُ جَيْرُوم: - Damnatur Origenes a - مَا مُعَنَّاةٌ إِنْ بِحَكَمِ السُّلْطَةِ الكَنَسِيَّةِ أُسْقُفِ فِلَسْطِينَ وَأُسْقُفٍ فِينِيقِيًّا هُمْ فِي اسقفيتين مُنْفَصِلَتَيْنِ اِبْتِدَاءً مِنْ ٢٣١ م. هَذَا يَعْنِي أَنَّهُ اُعْتُبِرَ فِينِيقِيًّا مُنْفَصِلَةً تَمَامًا عَنْ أَيٍّ اسقفية آخَرِي.
فِي المَجْمَعِ الكَنَسِيُّ المُسَمَّى بِمُجْمِعِ نِيقِيَّةَ سَنَةٌ ٣٢٥ م, إِحْدَى عَشْرَةٌ أساقفا حَضَرُوا مِنْ فِينِيقِيًّا. هَؤُلَاءِ هُمْ: أَسَاقِفَةٌ صُور وَدِمَشْقُ وَصَيْدَا وَطَرَابُلُس, وَبِأَنَيْأَسُ, باريتوس - بَيْرُوتُ -, تَدَمُّرٌ, بطليموس, الاسوس, حُمُّصٌ, وأنترادوس. كَذَلِكَ القِدِّيسُ أوغسطين (٤٠٠ م) شَهْدٌ عَلَى نَفْسِ الأَمْرِ الَّذِي سَجَّلَهُ القِدِّيسُ جَيْرُوم. مَجَالِسُ الكَنِيسَةِ فِي صُوَرٍ (٤٤٩ وَ ٥١٥ م), تَشْهَدُ عَلَى الشَّيْءِ نَفْسَهُ. وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا, فَإِنْ سُقُوطٌ فِينِيقِيًّا لِلعَرَبِ (٦٤٠ م), تَشَهَّدَ عَلَى اِسْتِمْرَارَ وُجُودٍ فِينِيقِيًّا فِي القَرْنِ السَّابِعُ المِيلَادِيُّ. وَأَخِيرًا, تَقْلِيدُ الكَنِيسَةِ اليَوْمَ حَيْثُ يُسَمِّي الأَسَاقِفَةُ الرَّئِيسِيَّةَ فِي بَيْرُوتَ وَطَرَابُلُس, مَثَلًا, أَسْمَاءٌ فَخْرِيَّةً "متروبوليتان وَرَئِيسُ أَسَاقِفَةٍ فِينِيقِيًّا ماريتيما". تَوَاصَلَ الأَسَاقِفَةُ اللُّبْنَانِيُّونَ بِحَمْلِ هَذَا اللَّقَبِ اليَوْمَ الَّذِي يَدْعُو لِلاِفْتِخَارِ وَالَّذِي يُرَنِّمُهُ المرنمون فِي الكَنَائِسِ. هِيَ أَمْثِلَةٌ قَلِيلَةً مِنْ بَرَاهِينَ كَثِيرَةً وَقَوِيَّةً الَّتِي تُؤَكِّدُ أَنَّ فِينِيقِيًّا وَشُعَبَهَا يَعِيشُونَ عَلَى رَغْمِ التَّضْلِيلِ الكازب بِأَنَّ فِينِيقِيًّا اِنْقَرَضَتْ.
كَتَبَ الدِّينَ المُسَبِّبَةَ لِلخَيَالِ التَّارِيخِيِّ الفَاسِدِ
هُنَاكَ القَلِيلُ مِنْ عِلْمِ التَّارِيخِ فِي الكِتَابِ المُقَدَّسُ, التَّوْرَاةُ, أَوْ القُرْآنُ وَغَيْرَهَا مِنْ الكِتَابَاتِ الدِّينِيَّةَ. بِاِسْتِخْدَامٍ أَيْ مِنْ هَذِهِ الكُتُبُ لِلبُحُوثِ وَمُنَاقَشَاتٍ التَّارِيخِيُّ أَمْرٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ. أَنَا مِنْ طَائِفَةِ الرَّوْمِ المَلَكِيَّيْنِ الكاثوليكُ وَأَحْتَرِمُ الكُتُبَ الدِّينِيَّةَ بِأَنَّهَا كِتَابٌ لِلإِيمَانِ, وَلَيْسَ كِتَابٌ لِلتَّارِيخِ. الكُتُبُ الدِّينِيَّةُ وَقِصَصُهَا الأُسْطُورِيَّةَ هِيَ المَصَادِرُ التَّارِيخِيَّةُ غَيْرُ المَوْثُوقِ بِهَا لِأَنَّهَا غَيْرُ مُبَرْهَنَةٍ تَارِيخِيًّا بِوَاسِطَةِ عِلْمِ الآثَارِ أَوْ فِي مُسْتَنَدَاتِ التَّارِيخِ مِثْلَ كُتُبٍ هيرودوتس. فَمِنْ المُسْتَحِيلِ بُرْهَانُ وُجُودِ إِبْرَاهِيمَ أَوْ مُوسَى أَوْ نُوحُ أَوْ لُوطْ وَغَيْرَهِمْ بِنَاءً عَلَى عِلْمِ الآثَارِ. لِذَلِكَ كَتَبَ الدِّينَ يُمْكِنُ الرُّجُوعَ إِلَيْهَا كَالخُطُوطِ العَرِيضَةِ التَّارِيخِيَّةِ المَحْدُودَةِ وَلِي مَنْزِلَةً خَالِيَةً مِنْ الخَطَاءِ. لِهَذَا السَّبَبِ أَرْفُضُ كُلَّ البَرَاهِينِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا البَعْضُ الَّذِينَ يُعْطُونَ اِقْتِبَاسَاتٍ مِنْ أَيِّ كُتَّابِ دِيْن. كُلُّ شَخْصٍ لَا يُعْجِبُهُ بَيَانِي هَذَا مِنْ الكُتُبِ الدِّينِيَّةَ بِأَنَّهَا غُيُرٌ صَالِحَةُ كَمَرْجَعٍ تَارِيخِيٍّ يَجِبُ عَلَيْهِ تَرْكُ مَوْقِعِي هَذَا مِنْ دُونِِ تَعْلِيقٍ وَفَوْرًا. بِنَاءً عَلَى الَّذِي شَرَّحْتُهُ سَابِقًا, يَجِبُ عَلَى المهرطقين الأُصُولِيِّينَ (الإِنْجِيلِيَّيْنِ) المَسِيحِيِّينَ وَاليَهُودِ الارثوذكس المُحَافِظِينَ أَوْ المُتَشَدِّدِينَ المُسْلِمِينَ المُتَطَرِّفِينَ, عَلَيْهُمْ جَمِيعًا الحَذَرُ لِأَنَّنِي تَفْسِيرِي لِمَوْقِفِي فِي هَذَا الأَمْرِ جَلِيٍّ جِدًّا وَسَيَتِمُّ التَّعَامُلُ بِشِدَّةٍ مَعَ أَيٍّ مِنْ هَؤُلَاءِ أَرْسَلُوا بَرِيدٌ الإِلِكْتْرُونِيُّ فِي هَذَا الخُصُوصِ. سَوْفَ أَعْتَبِرُ هَذِهِ وَقِحَةٌ وَأَكُونُ قَاسِيًا فِي إِجَابَتِي. بِاخْتِصَارٍ, لَا يَجُوزُ لَكَ السُّؤَالُ أَوْ التَّسَاؤُلُ عَنْ رَأْيِي مَهْمَا كَانَ السَّبَبُ.
الساميّون - اِسْمٌ مُخْتَرَعٌ فِي عَامٍ ١٧٠٠
يَزْعُمُ المُتَعَصِّبُونَ البروتستانت (الانْجِيليّونْ) أَيٌّ "المَسِيحِيُّونَ" الأُصُولِيُّونَ وَكَذَلِكَ اليَهُودُ المُتَعَصِّبُونَ الآرثوزكْسيّونَ بِسُلَالَةِ الفِينِيقِيِّينَ كَمْ يَلِي. هُمْ يَدَعُونَ إِنْ الفِينِيقِيُّونَ الكنعانِيُّونَ "لَعَنَهُمْ, اللهُ. السَّبَبُ السَّخِيفَةُ الَّذِي يُعْطُونَهُ هُوَ إِنْ الفِينِيقِيُّونَ هُمْ مِنْ نَسْلِ سَامْ (سَامْ بِنْ نُوحُ), وَذَلِكَ بِاِسْتِخْدَامِهِمْ الكِتَابِ المُقَدَّسِ لِدَعْمِ "أَدِلَّتهِمْ" السَّخِيفَةِ. هَذَا الاِدِّعَاءُ لَا أَسَاسَ لَهُ تَمَامًا. لَا يُوجَدُ دَلِيلٌ اَثْرِيٌّ أَنَّ نُوحَ عَاشَ وَفَيَضَانُ نُوحَ كَذَلِكَ, لِأَنَّنَا نَعْرِفُ وَلَدَيْنَّا اللَّوْحَاتُ المِسْمَارِيُّ الَّتِي تُخْبَرُ بِقِصَّةِ طُوْفَانٍ سُومِرِيٍّ وَمَلْحَمَةِ جلجامش وَالَّتِي سَرَقَهَا كَاتِبُ خُرَافَةِ نُوحَ, وَهِيَ مَهْزَلَةٌ تَارِيخِيَّةٌ.
وزودًا عَلَى مَا كُتِبَتْ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنْ النَّاسُ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ اِسْمَ الساميون كَأَنَهِمُ قَبَائِلُ أَوْ مَجْمُوعَةٌ عَرَقِيَّةٌ وَجَدَتْ وَاِنْحَدَرَ مِنْهَا شُعُوبٌ. هَذِهِ التَّسْمِيَةُ أَوْ الاِدِّعَاءُ لَيْسَ لَهَا أَصْلََا فِي الحَقِيقَةِ التَّارِيخِيَّةَ بِتاتاَ. الساميون مُصْطَلَحٌ يُشِيرُ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ النَّاسِ الَّذِينَ عَاشُوا فِي شَرْقِيَّ البَحْرِ المُتَوَسِّطُ وَتَكَلَّمُوا لُغَاتٍ مُتَشَابِهَةٌ. لَمْ يَكُونُوا مِنْ جَمَاعَةٍ عِرْقِيَّةٌ وِرَاثِيَّةٌ أَوْ ثَقَافِيَّةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ مُتَقَارِبَةٌ. مِثَالًا عَلَى هَذَا هُمْ العَرَبُ وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالفِينِيقِيُّونَ وَالآرَامِيُّونَ, وَالسَّرَيَانُ, والكلدان... آلَخ. إِنَّ العَدِيدَ مِنْ النَّاسِ استخداموا التَّعْبِيرُ اِسْتِنَادًا إِلَى جَدْوَلِ اِنْحِدَارِ الشُّعُوبِ فِي الكِتَابِ المُقَدَّسُ. هَذَا الأَمْرُ لَا أَسَاسَ لَهُ. اِعْنِي أَنَّ نُوحَ كَانَ شَخْصًا وهميًا وَكَذَلِكَ كَانَ أَوْلَادَهِ لِذَلِكَ المتحدرين مِنْ شَخْصِيَّةِ نُوحَ الوَهْمِيَّةِ وَأَبْنَائِهِ الوَهْمِيَّيْنِ, سَأْمٌ وَحَامٍ أَوْ يافث لَيْسَ لِهُمْ وُجُودٌ تَارِيخِيٌّ. جَاءَ اِسْمُ الساميون فِي الاِسْتِخْدَامِ فِي نِهَايَةِ القَرْنِ الثَّامِنُ عَشْرٌ وَأَصْبَحَ بَعْدَ ذَلِكَ مُصْطَلَحٌ تَقْنِيٌّ يَدُلُّ عَلَى شُعُوبٍ تَتَكَلَّمُ لُغَاتٍ مُتَقَارِبَةٌ لآكنهم أَيَّ الشُّعُوبِ لَيْسُوا مُتَقَارِبِينَ عَلَى رَقْيًا. الأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى الحَامُيَيْنِ واليافثيين. وَبِالمُنَاسَبَةِ يَجِبُ أَنْ نُذَكِّرَ بِأَنْ الأَخْطَاءُ الشَّائِعَةُ فِي التَّارِيخِ تَحَدَّثَ فِي كُلِّ وَقْتٍ. اليَوْمَ مَثَلًا, عَدَدٌ هَائِلٌ جِدًّا مِمَّا يُسَمَّى العَالَمُ العَرَبِيُّ يُسَمُّونَ سُكَّانَهُ بِالعَرَبِ لِأَنَّهُمْ يَتَعَلَّمُونَ العَرَبِيَّةَ الفُصْحَى وَيُمْكِنُهُمْ فَهْمًا لَاكِن لغّاتهم المَحْكِيَّةُ خَلِيطٌ مِنْ العَدِيدِ مِنْ اللغّات الغَيْرُ مُتَشَابِهَةٌ الَّتِي فِي المَنَاطِقِ القَرِيبَةَ مِثْلَ لُبْنَانَ وَسُورِيَا وفلسطين\إسرائيل غَيْرَ اليَهُودِ. إِمَّا القَوْمِيَّةُ العَرَبِيَّةُ فَهِيَ مِنْ أَكْبَرِ أَكَاذِيبِ القَرْنِ التَّاسِعَ عَشْرٍ وَالعِشْرِينَ.
________________
*المرجع: مُصْطَلَحٌ سَامِيٌّ يَدُلُّ عَلَى شُعُوبٍ تَتَكَلَّمُ لُغَاتٍ ذَاتَ صِلَةٍ إِلَى جَانِبِ العِبْرِيَّةِ لودفيغ مَا لزِّرِّ Schlözer, فِي إيكهورن ريپرتوريوم "Repertorium" Eichhorn 's فِي المُجَلَّدِ VIII (لايبزيغ, ١٧٨١), ص. ١٦١. وَمِنْ خِلَالِ هَذَا تَمَّ إِدْخَالُ هَذَا الاِسْمِ حِيزَ الاِسْتِخْدَامُ العَامُّ (رَاجَعَ لَهُ اينليتونغ" Einleitung فِي Alte Testament "(لايبزيغ, ١٧٨٧), الأَوَّلُ, ص. ٤٥. فِي كِتَابِهِ Gesch neuen Sprachenkunde" (غوتنغن, ١٨٠٧) أَصْبَحَ بِالفِعْلِ هُوَ مُصْطَلَحَ فَنِّي ثَابِتٍ. المَوْسُوعَةُ الكَاثُولِيكِيَّةُ, المُجَلَّدُ الثَّالِثَ عَشْرٌ.
إِنَّنِي أَتَّهِمُ المَجْمُوعَاتِ التَّالِيَةَ بِخَنْقِ وتقيّيد وَطَمْسِ الثَّقَافَةِ وَالتَّارِيخَ الفِينِيقِيَّ وَهُمْ المُسْتَعْرِبُونَ وَالإِنْجِيلِيَّيْنِ الأُصُولِيُّونَ والمتمحورون اليَهُودُ والمتمحورون الأُورُوبِّيُّونَ
لَقَدْ أُصْبِحُ وَاضِحًا لِي مِنْ خِلَالِ أَبْحَاثِي فِي هَذَا المَوْضُوعِ أَنَّ مُخْتَلِفٌ الإِيدْيُولُوجِيَّاتُ تَسَاهُمٌ مُجْتَمِعَةٌ أَوْ مُنْفَصِلَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ الخَنْقِ وَالطَّمْسِ المَذْكُورُ سَابِقًا عَلَى أَيْدِي بَعْضُ المُؤَرِّخِينَ وَعُلَمَاءِ الآثَارِ يُعْطُونَ الاِئْتِمَانَ لِلإِنْجَازَاتِ الفِينِيقِيَّةِ لِلأُورُوبِّيِّينَ أَوْ اليَهُودِ, نَاهِيكَ عَنْ العِرْقِيِّينَ اليُونَانِيِّينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِأَنَّ كُلُّ العُلُومِ وَالفُنُونِ هِيَ مُلْكٌ الإِغْرِيقُ وَيَتَجَاهَلُونَ فَضْلٌ الفِينِيقِيُّونَ وَمُرَجِّحِينَ الفُضَلُ إِلَى الإِغْرِيقِ والرومان أَوْ وَلِإِسْرَائِيلَ.
جَمِيعُ التَّعْلِيقَاتِ أَوْ المُرَاسَلَاتِ حَوْلَ هَذِهِ النِّقَاطُ لَيْسَتْ مَفْتُوحَةٌ لِلمُنَاقَشَةِ. هَذَا الإِجْرَاءُ فَرَضْتُهُ ضروريًا بِسَبَبِ الإِسَاءَةِ فِي الحِوَارِ المَفْتُوحُ مَعَ الأَسَفِ. جَمِيعُ المَوَادِّ الدِّرَاسِيَّةِ الأُخْرَى, وَبِطَبِيعَةِ الحَالِ, مَفْتُوحَةٌ لِلمُنَاقَشَاتِ.
الكنعانِيُّونَ الفِينِيقِيُّونَ هُمْ لَيْسُوا عَرَبٌ وَلَا إِسْرَائِيلِيِّينَ, وَكَذَلِكَ هُمْ لَيْسُوا مِنْ العَرَقِ الأَفْرِيقِيِّ الأَسْوَدِ - أَيُّ زُنُوجُ سُكَّانٍ جَنُوبَ الصَّحْرَاءِ الكُبْرَى الأَفْرِيقِيَّةِ (سُودٌ).
عَاشَ الكنعانِيُّونَ الفِينِيقِيُّونَ فِي فِينِيقِيًّا مُنْذُ ١٠،٠٠٠ سَنَةً - عَشْرَةُ آلَافٍ - وَلَمْ يُهَاجِرُونَ مِنْ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةُ أَوْ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ كَمْ شَاعَ هَذَا الخَبَرُ الكَاذِبُ. هَذَا لِأَنَّ الدِّرَاسَاتِ العِلْمِيَّةَ الجِينِيَّةَ أَثْبَتَتْ ذَلِكَ مِنْ دُونِِ مَجَالًا لِلشَّكِّ.
العَدِيمُونَ مِثْلَ عَالِمِ الآثَارِ إِسْرَائِيلُ فنكلستين وَغَيْرَةٌ يَرْفُضُونَ تورات العَهْدَ القَدِيمَ. وَيَقْتَرِحُونَ أَنَّ أَشْخَاصًا كَتَبُوا هَذَا القِسْمَ مِنْ الكِتَابِ المُقَدَّسُ فِي القَرْنِ السَّابِعُ قَبْلَ المِيلَادِ. عَلَى نَحْوٍ مَا, يَدَعُونَ أَنَّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانُوا فِعْلًا مِنْ الكنعانِيَّيْنِ أَنْفُسَهُمْ. هَذِهِ الهَرْطَقَةُ التَّارِيخِيَّةُ تُخَلِّطُ بَيْنَ التَّارِيخِ الكنعانِيُّ الفِينِيقِيُّ وَالتَّارِيخِ الإِسْرَائِيلِيُّ. وَالشَّيْءُ نَفْسَهُ مُرَتَّبُكِ مِنْ قِبَلِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ البِرِيطَانِيِّينَ بِمَا فِي ذَلِكَ قِصَّةُ قَبِيلَةِ دَان الَّذِينَ يُسَمُّونَهَا القَبِيلَةَ الإسرائيل المَفْقُودَةُ وَيَعْتَبِرُونَهَا فِينِيقِيَّةً. كُلٌّ مَا سُبَقٌ يَزْدَادُ غَلِطَا بِسَبَبِ الخَطَاءِ الخَيَالِيِّ الكَاذِبِ الَّذِي تُرَوِّجُهُ كَنِيسَةُ الأَيَّامِ الأَخِيرَةَ, المُوَرَّمُونَ وَشُهُودٌ يَهْوَى.
الصِّحَافَةُ الرُّومَانِيَّةُ المُعَادِيَةُ للبونيين بَعْدَ اِنْتِصَارِ الرومان عَلَى هنيبعل وَخَرَابِ قَرْطًاجَة وَالعَاطِلَةُ وَكُتَّابُ الكِتَابِ المُقَدَّسِ المُعَادُونَ وَالمُتَعَصِّبُونَ ضِدَّ كُلِّ شَيْءٍ فِينِيقِيٍّ
كَانَتْ المَشَاعِرَ المُعَادِيَةُ لِلفِينِيقِيِّينَ نَتِيجَةً لِصِحَافَةٍ سَيِّئَةٍ مِنْ قَبْلِ المُؤَرِّخِينَ الرُّومَانِيِّينَ, خَاصَّتَا بَعْدَ هَزِيمَةِ هانيبعل. هَذَا ظُهْرٌ بَعْدَ الحُرُوبِ البونيية وَهَزِيمَةُ قَرْطَاج وَتَدْمِيرُهَا. عَلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ, عَبْرَ كُتَّابِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ المُعَارِضِينَ بِكَرَاهِيَتِهِمْ لِلدِّينِ الفِينِيقِيِّ. يُرْجَى الاِطِّلَاعُ عَلَى أَمْثِلَةٍ فِي قِصَّةِ إِيزَابِيل, وَالنَّبِيُّ إِيليَا, وَغَيْرَهِمْ. يَجْدُرُ الإِشَارَةُ بِآنِ الأَمِيرَةِ الفِينِيقِيَّةُ أَبَنْتُ مَلَكَ صُور تَزَوَّجْتَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَجَلَبْتُ مَعَهَا عِبَادَةَ الآلَةِ الفِينِيقِيُّونَ المَلِكَةُ إِيزَابِيل أَحْضَرَتْ دِينَهَا الوَثَنِيِّ إِلَى إِسْرَائِيلَ وَإِثَارَةَ نِقْمَةِ الكَهَنَةِ وَالمُتَعَصِّبِينَ العبرانيين الَّذِينَ رُمُوا بِهَا مَنْ عَلَى سُورِ المَدِينَةِ وَأَكْلَتُهَا الكِلَابُ. وَأَخِيرًا, فَإِنَّ التَّعَصُّبَ السِّيَاسِيُّ لِلآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ جَدَاوِلِ أَعْمَالٍ سِرِّيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ يُضَيِّقُونَ الحَقِيقَةَ وَالتَّارِيخَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.
عَدَّاءُ العَرَبُ للفينيقيون وَمُحَاوَلَةُ الاِسْتِيلَاءِ عَلَى تُرَاثِهِمْ
لَا تَسْتَطِيعُ العَدِيدُ مِنْ المَجْمُوعَاتِ العَرَبِيَّةَ وَالإِسْلَامِيَّةَ, مِنْ خَلْفِيَّاتٍ دِينِيَّةً مُخْتَلِفَةٌ فِي لُبْنَانَ وَالشَّامِ أَوْ عُمُومٍ العَرَبُ أَوْ الإِسْلَامَ المُتَعَصِّبَيْنِ, تُحَمِّلُ ذِكْرَ الفِينِيقِيَّيْنِ, لِأَسْبَابٍ فِي نَفْسِ يَعْقُوبُ. هَؤُلَاءِ يَرْفُضُونَ سَمَاعَ تَارِيخِهِمْ أَوْ أَخْبَارِ أَحْفَادِهِمْ فِي العَالَمِ الحَدِيثُ. إِنَّهُمْ يَفْتَرِضُونَ أَنَّ هَذِهِ الإِشَارَةُ لَهَا إِيحَاءَاتٌ سِيَاسِيَّةً وَدِينِيَّةً. وَمِنْ المُضَحِّكِ المُبْكِي إِنْ هَؤُلَاءِ أَنْفُسُهُمْ يَحْمِلُونَ الحَمْضَ النَّوَوِيُّ الكنعانِيَّ الفِينِيقِيَّ. وَبِالمُنَاسَبَةِ يَجِبُ أَنْ أُصِرَّ عَلَى أَنَّ المَفْهُومَ الخَاطِئَ أَيِّ "الفِينِيقِيِّ" لَا يَعْنِي المَسِيحِيُّ المَارُونِيُّ. هَذَا أَمْرُ لَا أَحَدَ يَدَّعِي صِحَّتَهُ. إِنْ الَّذِي يَقُولُ أَنَّ الفِينِيقِيَّ هُوَ عَرَبِيٌّ يُعَانِي مِنْ عُقْدَةِ "النَّقْصِ الفِينِيقِيَّةُ" كَمَا اِسْمَيْهَا. هَذِهِ حَدَثَتْ لِأَنَّ دُعَاتَهَا لَيْسَ لَدَيْهِمْ تُرَاثًا لِيَفْتَخِرُوا بِهِ. هَؤُلَاءِ النَّاسُ لَيْسَ لَدَيْهِمْ خَجَلُ وَهْمٍ حِمَقِيٍّ لِتَجَاهُلِ التُّرَاثِ الفِينِيقِيِّ العَظِيمِ. فِي الوَقْتِ نَفْسُهُ, لَا يُشَارِكُ الكَثِيرُ مِنْ اللُّبْنَانِيِّينَ وَالسُّورِيِّينَ وَالمُثَقَّفِينَ وَالغَرْبِيَّيْنِ (أَيُّ عَرَبُ شَمَالٍ اِفْرِيقِيًّا), بِمَا فِي ذَلِكَ الأُورُوبِّيُّونَ هَذَا الرَّأْيُ. هَذِهِ المَجْمُوعَاتُ تُقَبِّلُ الفِينِيقِيَّةَ تُرَاثُهَا وَنَسَبَهَا فِي بُلْدَانٍ إِسْلَامِيَّةٌ وَأُورُوبِّيَّةٌ عَلَى السَّوَاءِ. كَمَا أَنْهُمْ فَخُورُونَ بِهَذَا التُّرَاثِ. أَرْجُوكُمْ اُنْظُرُوا: صَفْحَةُ التَّزْكِيَةِ عَنْ "تُونِس" وَ "هَلْ أَنَا فِينِيقِيٌّ?" بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ كُلِّ مَا سَبْقٌ, الفِينِيقِيُّونَ الكنعانِيُّونَ سَبَّقُوا العَرَبَ وَوُجُودُهِمْ بِآلَافٍ السِّنِينَ. وَأَخِيرًا, هُنَا إِجَابَتَيْ عَلَى السُّؤَالِ "هَلْ نَحْنُ عَرَبٌ" فَهِيَ إِجَابَةٌ مُدَوِّيَةٌ "لَا; نَحْنُ لَسْنَا عَرَبٌ".
الإتمان الزِّنْجِيُّ
لَا يَخْلُو مِنْ اللَّوْمِ الإفارقة فِي المُسَاهَمَةِ فِي خَنْقِ تَارِيخٍ الفِينِيقِيُّونَ فِي العَالَمِ. يَزْعُمُ الكَثِيرُ مِنْ الحَمْقَى أَنَّ الكنعانِيَّيْنِ الفِينِيقِيَّيْنِ أَنْفُسُهُمْ كَانُوا زُنُوجَ أَفَارِقَةً أَيِّ الأَسْوَدُ. وَيَزِيدُونَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ السَّيِّدَ المَسِيحُ وَاليَهُودَ كَانُوا زُنُوجَ. هَذَا يَعْتَمِدُ عَلَى أَسَاطِيرِ إِنْجِيلِيَّةً وَبَعْضُ اِدِّعَاءَاتٍ لَا أَسَاسَ لَهَا مِنْ الصِّحَّةِ. يَبْنُونَ اِدِّعَائِهِمْ أَنَّ الكنعانِيَّيْنِ هُمْ مِنْ الحَامُيَيْنِ المُنْحَدَرَيْنِ مِنْ حَامٍ, اِبْنُ نُوحَ. وَأَيْضًا, يَزْعُمُونَ أَنْ البونيين كَانُوا مِنْ السُّكَّانِ الأَصْلِيِّينَ لِسُكَّانِ شَمَالِ أَفْرِيقِيَا مِنْ السُّودِ. هَذَا وَنَحْنُ نَعْرِفُ إِنَّ سُكَّانَ شَمَالٍ اِفْرِيقِيًّا هُمْ فِي الغَالِبِ مِنْ الأَمَازِيغِ / البَرْبَرُ الَّذِينَ أَثْبَتَتْ اِخْتِبَارَاتِ الحَمْضِ النَّوَوِيُّ أَنَّهُمْ مِنْ آسِيَا الصغرة. وَهَذَا يُنْكِرُونَ لِلفِينِيقِيِّينَ الكنعانِيُّونَ مَكَانَهُمْ الشَّرْعِيَّ فِي التَّارِيخِ. وَبِذَلِكَ يَتَّخِذُونَ هانيبعل بَطَلًا زُجِيَا لِهُمْ. كَمَا وَأَنَّهُمْ يَتَّخِذُونَ العَدِيدَ مِنْ القَوْمِيَّيْنِ المَشْهُورَيْنِ فِي قَرْطًاجَة, وَإِسْبَانِيًّا, وَالبُرْتُغَالُ, وَصقلية... إلخ, كَمَشَاهِيرِهِمْ الزُّنُوجِ. وَبِالمُنَاسَبَةِ يَشْهَدُ القِدِّيسُ أوغسطينوس بِأَنَّ اللغّة الكنعانِيَّةُ "لِسَانِنَا".
جَمِيعٌ مَا كَتَبَ سَابِقًا لَا يَنْفِي مَا يكدّه العَلَمُ أَيُّ نَظَرِيَّةُ التَّطَوُّرِ البَشَرِيِّ الدَّارْوِينِيِّ وَهُوَ أَنَّ البَشَرَ تَطَوَّرُوا أُوَلًا فِي اِفْرِيقِيَا وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجُوا مِنْ اِفْرِيقِيَا وَاِنْتَشَرُوا فِي العَالَمِ وَبِالسُّكَّانِ.
تَحْذِيرٌ هَامٌّ وَمُكَرَّرٌ
مُلَاحَظَةٌ مُتَكَرِّرَةٌ: التَّعْلِيقَاتُ حَوْلَ جَمِيعِ النِّقَاطِ المَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ لَيْسَتْ مَفْتُوحَةٌ لِلمُنَاقَشَةِ. لَقَدْ جَعَلَ إِسَاءَةَ اِسْتِخْدَامٍ الحِوَارَ المَفْتُوحَ هَذَا الإِجْرَاءِ ضروريًا. لِذَلِكَ كُلٌّ مَنْ لَا يُعْجِبُهُ مَا كَتَبَ هُنَا يَجِبُ عَلَيْهِ مُغَادَرَةُ هَذَا المَوْقِعِ فَوْرًا دُونَ تَعْلِيقٍ. بَيْنَمَا جَمِيعُ التَّعْلِيقَاتِ الأُخْرَى هِيَ مَوْضِعٌ تَرْحِيبٌ.